الأحد، 8 مايو 2016

Dr. Didi

مدرسة الصوم ( فضل الصيام )



  " و أن تصوموا خير لكم "


   بسم الله الرحمان الرحيم و الصلاة و السلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد عليه الصلاة و أزكى التسليم.
أما بعد، في هذه التدوينة سنتطرق بإذن الله إلى موضوع جديد و هو فضل الصيام.
ثبت عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه كان يبشر أصحابه بمجيء شهر رمضان، و يخبرهم عليه الصلاة و السلام أنه شهر تفتح فيه أبواب الرحمة و أبواب الجنة، وتغلق فيه أبواب جهنم، و تغل فيه الشياطين. يقول عليه الصلاة و السلام: "إذا كانت أول ليلة من رمضان فتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب، و غلقت أبواب جهنم فلم يفتح منها باب، و صدفت الشياطين، و ينادي مناد يا باغي الخير أقبل، و يا باغي الشر أقصر، و لله عتقاء من النار و ذلك كل ليلة". و يقول أيضا: " جاءكم شهر رمضان شهر بركة، يغشاكم الله فيه فينزل الرحمة و يحط الخطايا و يستجيب الدعاء، ينظر الله إلى تنافسكم فيه فيباهى بكم ملائكته، فأروا الله من أنفسكم خيرا، فإن الشقي من حرم فيه رحمة الله".
إن النبي أوجز فوائد الصيام الخاصة و العامة في كلمة جامعة، حيث قال صلى الله عليه و سلم: "صوموا تصحوا"، و هي لفظة قل مبناهى و عظم معناها من جوامع الكلم و روائع الحكم ، مرادها أن الصيام هو شفاء للنفس و الذات.
  • آثار الصيام في صحة الأبدان:

  - أما آثار الصوم في الجسم فقد أثبت أهل الذكر من الأطباء أن من حكم الصوم الأساسية إعطاء أجهزة الجسم خاصة الهضمي بعضا من الراحة يتخلص الجسم خلالها مما قد يكون قد أصاب أجهزته من بدانة أو احتقان، و الجسم كأية ألة ميكانيكية يحتاج لفترة راحة تهدأ فيها أجهزته و أنسجته و خلاياه و تأخذ الفرصة للتخلص بما تراكم فيها من نفايات، و ما رسب فيها من أملاح، و ما حل بخلاياها من إنهاك، و لا شك أن الناس قد تعودوا الإنكباب على الملذات، و التهام ما اشتهوا من شراب و طعام، غير واعين بخطورة و عواقب الإفراط، و كثيرا ما أدى ذلك إلى البدانة المرهقة و سبب احتقان الكبد و آلام المفاصل و البول السكري، كما يؤثر في الأجهزة العصبية كذلك، فيشعر المرء بالصداع و التعب و الخمول و الميل إلى النوم. و لا ريب أن شهر رمضان إذا اتبع فيه الصائمون التعاليم الصحية، فمن المؤكد أن ينتهي بهم ذلك إلى التخلص من جميع ما يكون قد أصاب جسمهم، فيعودون أكثر نشاطا و أوفر صحة.

  • آثار الصيام في صحة العقول و الأرواح:

  - كما هو معلوم أن سلامة العقول في سلامة الأبدان، و الحكمة تقول"العقل السليم في الجسم السليم" و إنك لن تظفر من إنسان عليل بفهم صائب أو رأي سديد، فالصوم يفيض على العقل إشراقا و صفاء، يستطيع به تمييز الخبيث من الطيب و الضار من النافع فتحلق الروح في آفاقها العلوية تتلمس النور من سماتها المشرقة، و تتلقى فيوضات ربها، غير ممنوعة بمادة و محجوزة بصارف، تتفهم عن الله ما أراد، سباقة إلى مرضاه. و للصوم على النفس فوائد، منها:
تربية النفس على ملكة الصبر.
زرع الطمأنينة و الإستقرار و عدم ذهاب العقل (السهو).
غرس الشعور  بالوعي و مراقبة الله في كل الأحوال.
تعويد صاحبه على الإخلاص في أداء الأعمال.